جوجل تستعد لإطلاق جهاز بث جديد بتصميم غريب واسم مختلف تمامًا
على مدار سنوات، ارتبط اسم “كروم كاست” (Chromecast) في أذهان الملايين بجهاز صغير ومبتكر، قطعة “دونجل” تختبئ خلف شاشة التلفاز لتحولها إلى شاشة ذكية بلمسة زر. لكن يبدو أن هذه الحقبة على وشك الانتهاء. ففي تطور مفاجئ، كشفت تسريبات جديدة أن جوجل تعمل على جهاز بث من الجيل القادم، ليس فقط بتصميم مختلف كليًا، بل وباسم جديد يتخلى عن علامة “كروم كاست” التجارية الشهيرة التي بنيت على مدار عقد من الزمان.
هذا الجهاز القادم، والذي تشير التسريبات إلى أنه سيحمل اسم “Google TV Streamer”، يمثل قطيعة تامة مع فلسفة التصميم السابقة. فبدلًا من الجهاز المدمج الذي يختفي عن الأنظار، تتجه جوجل الآن نحو تصميم “صندوق بث” (Streaming Box) يوضع بشكل واضح على الطاولة أسفل التلفاز. الصور المسربة تظهر جهازًا بقاعدة عريضة وسطح مائل يشبه شكل حبة الدواء، في تصميم يبدو غامضًا وأنيقًا في نفس الوقت، ويشبه إلى حد كبير قاعدة شحن مكبر الصوت المصغرة التي تأتي مع جهاز “بيكسل تابلت”.
هذا التغيير الجذري في الشكل يفتح الباب أمام تساؤلات حول وظائف جديدة محتملة. فهل يمكن أن يحتوي هذا الحجم الأكبر على معالج أقوى، أو ربما تقنيات متقدمة مثل النطاق العريض للغاية (UWB) للتفاعل السلس مع أجهزة بيكسل الأخرى؟ الأكيد هو أن جوجل لم تعد تريد أن يكون جهازها مجرد قطعة مخفية، بل جزءًا من ديكور غرفة المعيشة.
التغييرات لم تقتصر على الجهاز نفسه، بل امتدت إلى رفيق دربه، جهاز التحكم عن بعد. فالريموت الجديد يبدو أطول، مع إعادة ترتيب للأزرار لتصبح أكثر عملية. تم نقل أزرار التحكم في الصوت من الحافة الجانبية إلى واجهة الريموت، مع إضافة زر جديد لكتم الصوت طال انتظاره. والأكثر لفتًا للانتباه هو تخلي جوجل عن زر “مساعد جوجل” الصوتي الشهير، واستبداله بزر يحمل علامة ميكروفون عامة، في إشارة محتملة إلى أن الشركة قد تفتح الباب أمام مساعدات صوتية أخرى في المستقبل.
لكن التغيير الأكبر يبقى في الاسم. إسقاط “كروم كاست” من الاسم الرسمي واستبداله بـ “Google TV Streamer” هو قرار مفاجئ ومحير. فهذا يعني أن جوجل مستعدة للتضحية بعلامة تجارية تتمتع بشهرة عالمية واسعة، ربما في محاولة لتبسيط منتجاتها تحت مظلة “Google TV” الأوسع، والتي أصبحت الآن النظام الأساسي لشاشاتها الذكية.
يبقى أن نرى كيف سيستقبل المستخدمون هذا التحول الكبير. هل سينجح التصميم الجديد والاسم المختلف في إقناعهم بأن هذا هو مستقبل البث التلفزيوني، أم سيحنون إلى بساطة جهاز “كروم كاست” الصغير الذي عرفوه وأحبوه؟ الأيام القادمة ستكشف عن ذلك.